محمد علي الجمعاوي
محمد علي الجمعاوي مهتم بالذكاء الإصطناعي، هندسة البرمجيات وتصميم الحلول الرقمية

إيجاد أفكار المشاريع والشّركات الواعدة

إيجاد أفكار المشاريع والشّركات الواعدة

هذا المقال في طور الإنشاء. أرحّب بكل المُقترحات لتحسينه وإثراءه على لينكِدين و شكرا.

إنَّ كُلَّ مُتوكِّلٍ على الله، يرجو أن يسترزق بمشروعٍ خاصّ، سواءً كان مشروعًا فرديًّا صغيرًا لإعالة نفسه أو شركةً ناشئة، لا بُدَّ لهُ أن يمُرَّ عبر مرحلة تحديد الفكرة، فيسأل: كيف آتي بفكرة شركة ناجحة؟ ماهي بالتحديد فكرة مشروعي؟

وبعد تحديد فِكرةٍ أوَّليّة، سيتساءلُ الكيِّسُ عن كيفيّة التأكُّد من جَدوى بَذلِ الجُهد والمال في تنفيذها، فتخطرُ لهُ شكوك وخواطر من قبيل: كيف أختبر قوة الفكرة قبل تنفيذها كُلِيًّا؟ كيفَ أختبر أنَّها فكرة ناجحة بالفعل، وليست فكرة مُشبَعة بالسُّوق، أو أنَّ السوق لن يقبلها، أوأنها فكرة تتلاءمُ معي فقط، فحماسي بها يشغلني عن أنَّ الآخرين لن يتقبّلوها؟

في هذا المرجع، سنقوم باستكشاف خُلاصة الطُّرق والوسائل المنصوح بها من قبل مجموعة من الخُبراء في إنشاء الشركات النّاجحة، وتلك المُتولّدة من تجاربي الخاصّة. ويُمكن تطبيق نفس الوسائل أو جُزءٍ منها في تمحيص المشاريع الفرديّة أيضًا قبل الشروع في تنفيذها.

أهميَّةُ تحديد المُشكل - اللَّبِنَة الأولى للنجاح

عند التأمُّل في النقاشات الدائرة في مجموعات العمل الحُرّ أو مجموعات الشركات الناشئة على الانترنت حول موضوع المشاريع الخاصّة، نجد أنّ الكثير من صياغات الأسئلة الأولى لمن يبدَأُ بالتفكير في مشروعه الخاصّ تأتي على النحو التّالي: “لديّ المبلغ كذا وأبحث عن فكرة مشروع مُربح بأقل جُهد مُمكن” وفي بعض الأحيان “من دون جُهد”.

مُنقاشة وعد “النجاح من دون جهد” ليس موضوع هذا المقال، ولكن، من باب الحرص على مصلحتك، اِعلم أنّه لا شيء يأتي من دون جُهد، وأنّ من يَعِدُك بذلك بعلم إنّما يخدعك، ومن يعِدُك به من دون علم وهو مُصدّق بوعده فليس محلّا للنُّصح. فاِحذر.

ولو عُدنا لموضوعنا، فهناك مُشكلة جوهرية في صياغة السؤال “لديَّ المبلغ كذا وأبحث عن فكرة مشروع مُربح”. فهو يتضمَّن عدّة اِفتراضات ليست بالضرورة صحيحة، فهو يفترض:

  • وجود مصدرٍ للأفكار المُربحة التي لا تتطلَّبُ جُهدا، ويُمكن التسوُّق منه لإيجاد الفكرة المُناسبة للسّائل.
  • أنّ فكرة ما، حتّى وإن كانت ناجحة في ضرف مكاني أو زماني مُختلف، ستنجح مرّة أخرى إذا طُبِّقت كما هي رغم اِحتماليّة تغيُّر الضرف المكاني أو الزماني.
  • أنّ العائق الوحيد، أو فلنقل حتَّى الأكبر، أمام نجاح فكرة ما هو التمويل، وأنّه بمُجرَّد توفُّر التمويل سيضمن نجاح تنفيذ الفكرة.

وغيرَهُ من الإفتراضات الأخرى التي قد تعني أنّ على السائل أن يُراجع أسباب وظروف نجاح المشاريع والشركات وأن ينظر في تجارب الآخرين حتّى يُثمِّن بشكل أفضل الجُهد اللاّزم للنّجاح قبل أن ينطلق. ولكي يتفادى الوقوع في فخّ التقليل من الجُهد اللازم لتنفيذ فكرة ما، ممّا قد يؤدّي إلى فشل مشروعه.

لو نتأمّل في ماهية المشاريع النّاجحة، فهي مُنتج أو خدمة مُقدّمة لمن يحتاجها بثمن يكون “ألم” دفعه أقل من الألم الحاصل عند التخلّي عن المُنتج، أو ما قد يدفعهُ هذا الشخص من وقته أوجُهده لكي يحصل على ذلك الشيء بنفسه. ويُمكن أن نستخلص مجموعة قواعد لا بُدّ من توفُّرها لكي تتحقق الربحيّة المُستدامة لمشروع ما:

  • فالمشروع يجب أن يحُلّ مُشكلا ما ويؤدّي قيمة مُضافة للحريف.
  • يجب أن تتواجد علاقة ثقة بين الحريف وبين بائع المُنتج حتّى يستمرَّ في الدَّفع مُقابل المُنتج في المُستقبل، أو أن يشترِيَهُ بصفة مُتكرّرة.
  • يجب أن يكون عدد المُحتاجين للمُنتج كبيرا بما يكفي لتحقيق علاقة نفعيّة مُتبادلة ومُستدامة بين صاحب المُنتج والحريف.

لهذا، فإنّه عند بدء التفكير في إنشاء مشروع ما، هناك عدّة أسئلة مُهمّة لا بُدّ من الإجابة عنها، حتّى يقع تأسيس المشروع على أُسسٍ صحيحة. وعلى رأس هذه الأسئلة سؤال: ماهو النقص أو المُشكل الموجود في السوق الذي سيُعالجه مُنتج مشروعي؟

تحديد إجابة لهذا السؤال يفتح الباب للقيام بدراسات موضوعيّة تُساعد باعث المشروع على أخذ القرارات المُستقبلية المُناسبة بما يصُبُّ في مصلحته ومصلحة حُرفائه المُستقبليِّين. في التّالي بعض الأسئلة التّي ستُساعدك في تحديد مسار دراسة مشروعك:

  • ماهو عدد الأفراد أوالشركات الذين يُعانون من النقص أو المُشكل الذي عيّنته؟
  • هل هم مُستعدّون للدفع مُقابل حلٍّ ما وكم سيدفعون تقريبا؟
  • هل هذه الحاجة كماليّة، يُمكن أن يتخلّى عنها الحريف عند الأزمات، أم هي أساسيّة؟
  • هل سيحتاج الحريف إلى المُنتج مرّة واحدة؟ عدّة مرّات؟ أم بشكل مُتكرّر؟.

الخريطة المُجملة لإيجاد الأفكار

رسم توضيحي لكيفية تحديد أفكار المشاريع النّاجحة

مصفوفة أفكار الشركات الناشئة

تُعدُّ مصفوفة الأفكار واحدة من وسائل تحديد النقص في الخدمات أو المنتجات في مجالٍ أو قطاع ما، في بلد ما. وهي من الوسائل التي يُمكن توظيفها عند بدْء رحلة تحديد المُشكل الذي ستعمل على حلّه والذّي سيسُاهم بدوره في تحديد الفكرة التّي ستعمل عليها. فهي تُساعد على جمع المعلومات وتبويبها بشكل يُسهّل رؤية الثغرات والنقائص بين ما يُوفّره السوق وما يحتاجه الحرفاء المُحتملون.

البحث وتحديد المُشكل

تُنظَّم المصفوفة بحيث يُركِّزُ كل صفّ على قطاع ما، مثلا: الصحّة، الحياة الصحّية، تعليم الأطفال، تدريب الموظّفين، نقل الأفراد، نقل البضائع، … إلخ. بينما يُركِّزُ كُلُّ عمود في المصفوفة على واحدة من الآليات التي يُمكن توظيفها لبناء حلٍّ ما، مثلا: بناء منصّة إلكترونيّة، توفير فرصة كراء الخدمة أو المنتج بتكلفة أقل عوض شراءه، توفير منتج بخصائص أقلّ وبتكلفة أرخص، … إلخ. بعدها يقوم الباحث بالنظر في كُلّ خليّة من التقطاعات التّي تُهمّه، ليحدّد الشركات العاملة في السوق في المجال المدروس، ويضعها في الخانة المُلائمة. وبذلك تبرز القطاعات التي ليس فيها منافسة كُبرى، وآليات مُعالجة المُشكل التي لم تُستخدم بعد في السوق، فتتوضّح فرص الاستثمار التي يُمكن أن يعتبرها ويدرسها أكثر كمدخل للسوق.

مصفوفة أفكار الشركات النّاشئة

المصادر

  1. الصورة في رأس المقال من تصوير Patrick Tomasso على موقع Unsplash
  2. كيف تستنبط وتختبر أفكار الشركات النّاشئة - مايكل سيبل

comments powered by Disqus